أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، أن السلام العادل والاعتراف بحقوق جميع المكونات هو السبيل الوحيد لإنهاء المأساة السورية، مشددة على أهمية تبني حل سياسي ديمقراطي يرسخ اللامركزية ويحقق العدالة الاجتماعية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها في اجتماع نسائي نظمه “تجمع نساء زنوبيا” بمدينة الرقة، تناولت فيها آخر المستجدات السياسية والتحديات التي تواجه المرأة السورية في المرحلة الراهنة.
وقالت إلهام أحمد :”إن سوريا تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها، تستوجب حلاً شاملاً يضمن حقوق جميع المكونات القومية والدينية، مشيرة إلى أن اللامركزية ليست مشروعاً للتقسيم كما يُروّج له، بل على العكس، تُعد وسيلة لتوحيد الصفوف وتحقيق تمثيل عادل لكافة فئات المجتمع”.
وأضافت “أن التجارب الدولية أثبتت أن الأنظمة اللامركزية، سواء الفيدرالية أو الكونفدرالية، ساهمت في تحقيق التنمية والاستقرار، موضحة أن “اللامركزية تعني تمثيلاً حقيقياً للنساء في مراكز القرار، وتوزيعاً عادلاً للثروات، وتنمية متوازنة بين المحافظات، فضلاً عن حماية التنوع الثقافي ضمن النسيج السوري”.
وتطرقت إلهام أحمد إلى التحديات التي تواجهها النساء، لا سيما الهجمات المنظمة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفتها بأنها حرب نفسية، تهدف إلى كسر إرادة النساء والتقليل من إنجازاتها، واعتبرت أن ما يُعرف بـ الذباب الإلكتروني يمارس حملات تشويه ممنهجة، مؤكدة أن هذه الهجمات تمثل انحداراً أخلاقياً، ولن تثني النساء عن مواصلة نضالهن.
كما تناولت سير المفاوضات بين ممثلي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والحكومة السورية الانتقالية من جهة أخرى، مؤكدة أنها تجري في أجواء إيجابية، والهدف منها هو التوصل إلى تفاهمات حقيقية تضمن مشاركة فعلية لجميع المكونات في إدارة البلاد.
وأوضحت أن ملف دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري يُبحث حالياً كخطوة نحو تشكيل جيش وطني موحد، يمثل ويحمي كافة أبناء الشعب السوري دون تمييز، وأكدت على ضرورة تمثيل شمال وشرق سوريا في مؤسسات الدولة وصنع القرار السياسي.
أما فيما يخص قضية عودة النازحين والمهجّرين، شددت أحمد على أن العودة يجب أن تتم في إطار ضمانات أمنية تحمي حياتهم وممتلكاتهم، منتقدة السياسات التركية في المناطق المحتلة، مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، واصفة ما يجري هناك بعمليات “تتريك وفرض أمر واقع”.
وفي هذا السياق، عبّرت عن انفتاح الإدارة الذاتية على الحوار مع تركيا إذا ما أبدت نية حقيقية لتحقيق السلام، مؤكدة أن الاستقرار في سوريا سينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة بأكملها، بما فيها تركيا، وقالت: “نريد علاقات حسن جوار تقوم على السلام، لا على الاحتلال أو الإقصاء”.
وأشارت إلهام أحمد إلى المركزية المفرطة التي تنتهجها الحكومة الانتقالية، معتبرة أنها تعيق التنمية وتخلق فجوات اقتصادية بين المحافظات، ودعت إلى منح الإدارات المحلية مزيداً من الصلاحيات في اتخاذ القرار وتوفير الخدمات وفرص العمل.
وفي ختام كلمتها، أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، أن رؤية الإدارة الذاتية تقوم على بناء سوريا ديمقراطية، تعددية، لا مركزية، تصون حقوق جميع القوميات والنساء، مشيرة إلى أن المرأة، رغم كونها الأكثر تضرراً من الحروب، تظل الأكثر إصراراً على بناء السلام وتحقيق مستقبل أفضل لسوريا.








