ألقت السيدة سهام قريو، الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية، كلمة باسم منسقية المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وذلك خلال أعمال المؤتمر الثاني للمرأة في البلديات، الذي يعقد اليوم بمدينة الحسكة بمشاركة نسائية واسعة.
وأكدت سهام قريو في مستهل كلمتها أنّ هذا الاجتماع لا يُعد مجرد مناسبة إدارية، بل يُمثل محطة تاريخية لتجديد نضال المرأة في سبيل العدالة والمساواة والمشاركة الفاعلة في إدارة شؤون المجتمع، مشيرة إلى أنّ هذا اللقاء هو مناسبة للاحتفال بقوة المرأة، وبإرادتها، وبإنجازاتها.
وأشارت إلى أنّ المرأة في شمال وشرق سوريا أثبتت، خلال سنوات من المقاومة والعمل، قدرتها على حماية الأرض والهوية، إلى جانب إدارتها للمؤسسات وصياغة السياسات، معتبرة أن النساء في البلديات يشكلن ركيزة أساسية في إعادة بناء المجتمع، وقيادة نموذج ريادي في الحكم المحلي.
كما أوضحت سهام قريو أنّ البلديات، بصفتها الأقرب إلى المواطن، تمثل فضاءً حيويًا لتجسيد الديمقراطية التشاركية، وهي الضامن الحقيقي لوصول صوت المرأة إلى جميع الأحياء والقرى والمدن. ولفتت إلى أن تمكين النساء في هذه المؤسسات يُعد ضرورة وطنية وأداة محورية لبناء مجتمع عادل، تعددي ومتماسك.
وأضافت أنّ منسقية المرأة في الإدارة الذاتية تؤمن بأن الإدارة لا تكتمل دون وجود نساء فاعلات في مواقع القرار، مشددة على أهمية مشاركتهن في رسم السياسات العامة، وتعزيز وجودهن في جميع مستويات الإدارة المحلية من التخطيط إلى التنفيذ، بما يضمن ترسيخ مبدأ التشاركية بين الجنسين.
وبينت أنّ هذا النهج يسهم في ضمان تمثيل عادل وحقيقي للمرأة، وحمايتها من كافة أشكال التمييز والعنف السياسي، إضافة إلى توفير بيئة آمنة تشجع النساء على العمل والمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
وفي سياق كلمتها، تطرقت سهام قريو إلى التحديات التي تواجه النساء، بدءًا من الحصار، مرورًا بالتهديدات الأمنية، وانتهاءً بمحاولات تهميش دور المرأة، مؤكدة أن القوة تكمن في الوحدة، والإيمان بأن المرأة ليست فقط جزءًا من الحل، بل هي أساسه.
وأشارت إلى أنّ هذا المؤتمر يُشكل دعوة للعمل والتفكير الجماعي، وصياغة رؤية مشتركة تعزز من دور النساء في البلديات، وتؤسس لنموذج إداري يعكس القيم والثقافة والتطلعات المشتركة.
ووجّهت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية في ختام حديثها الشكر لكل امرأة في البلديات حملت المسؤولية، وواجهت التحديات، ورفضت البقاء على الهامش، قائلة: “أنتن اليوم في قلب القرار، وفي طليعة التغيير، ونحن في منسقية المرأة فخورون بكن، وداعمون لكن، وماضون معكن في طريق البناء والتحرر”.