أدلى مجلس البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا، الخميس، ببيان حول حرائق الغابات في الساحل السوري، وجاء في نصه.
تُعدّ الغابات في الساحل ووادي النصارى بمدينة حمص رئةً طبيعية للمنطقة، حيث تمنحها الجمال الطبيعي، الهواء النقي، والتوازن البيئي، إلا أنَّ هذه الثروة الخضراء تعرضت في السنوات الأخيرة إلى حرائق مدمِّرة، بعضها كان مفتعلاً بفعل أيدٍ غير مسؤولة تسعى لتحقيق مكاسب ضيقة على حساب الطبيعة والمجتمع.
حرائق الغابات في وادي النصارى دمَّرت مساحات واسعة من الأشجار المعمِّرة التي استغرقت عشرات السنين لتنمو. هذا الدمار أدى إلى:
•تدهور التنوع البيولوجي وانقراض الكثير من الطيور والحيوانات الصغيرة.
•زيادة التعرية وانجراف التربة بعد زوال الغطاء النباتي.
•ارتفاع درجات الحرارة المحلية ونقص نسبة الأوكسجين.
•انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يساهم في تفاقم التغير المناخي.
لم تتوقف نتائج الحرائق عند البيئة فقط، بل أثرت بشكل مباشر على حياة الناس:
•تضرر الأراضي الزراعية ومصدر رزق العديد من العائلات.
•زيادة المخاطر الصحية نتيجة الدخان الكثيف وتلوث الهواء.
•شعور الأهالي بالقلق والإحباط بسبب تكرار هذه الكوارث المفتعلة.
حين تكون الحرائق مفتعلة، فإنها لا تُعتبر مجرد كارثة طبيعية، بل جريمة متعمِّدة ضد البيئة والمجتمع، افتعال الحرائق من أجل التوسع العمراني، أو الحصول على الفحم والأخشاب، أو لأسباب انتقامية، يدمِّر حاضر المنطقة ومستقبلها.
أمام هذه الكارثة، ندعو أهالي وادي النصارى إلى:
•تعزيز إجراءات الحماية والمراقبة لمنع تكرار الحرائق المفتعلة.
•إطلاق حملات تشجير واسعة لإعادة الحياة إلى الأراضي المتضررة.
•نشر الوعي البيئي في المجتمع، خصوصاً بين فئة الشباب.
حرائق الغابات في وادي النصارى – خاصةً المفتعلة منها – ليست مجرد حادثة عابرة، بل تهديد وجودي للبيئة، للإنسان، وللحياة، حماية الغابات مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد والمجتمع المحلي، ولا تنتهي إلا بالتعاون الإقليمي والدولي، فالغابة هي أمانة في أعناق الجميع، وإطفاء نيرانها مسؤولية أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون واجباً وطنياً.
الكارثة البيئية لا تقف عند حدود جغرافية، لذلك نناشد المنظمات البيئية والمجتمع الدولي:
•دعم برامج إعادة التشجير واستصلاح الأراضي المحروقة.
•تقديم الخبرات والمعدات المتطورة لمكافحة الحرائق.
•إدراج حماية الغابات السورية ضمن برامج حماية التنوع البيولوجي العالمي.