ألقت السيدة سهام قريو (الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية) كلمة باسم منسقية المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، خلال مهرجان أدب وفن المرأة بنسخته العاشرة، الذي نظمته هيئة الثقافة بمقاطعة الجزيرة بمدينة قامشلو.
وقالت سهام قريو :”باسم منسقية المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا، نهنئ ونبارك مهرجان المرأة العاشر الذي تقوم به هيئة الثقافة بمقاطعة الجزيرة كدعم للمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على ما حققته المرأة من انجازات ومكتسبات.لقد شكّلت تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نموذجاً فريداً في المنطقة من حيث تمكين المرأة وإشراكها الفعّال في مختلف جوانب الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية”.
وأضافت”منذ تأسيس الإدارة الذاتية، كانت المرأة في قلب المشروع الديمقراطي، لا كعنصر تابع، بل كشريكة حقيقية في صنع القرار وبناء المجتمع، لقد استطاعت المرأة في شمال وشرق سوريا أن تحقق إنجازات بارزة منها :
المجال الثقافي والأدب والفن، وهو موضوع المهرج ان اليوم حيث حققت المرأة إنجازات ملحوظة في مجالي الأدب والفن، وأصبحت جزءًا أساسيًا من الثورة الثقافية والفنية في المنطقة على سبيل المثال، تأسس ديوان الأدب في عام 2017 بإدارة نسوية، وكان له دور كبير في دعم الأقلام النسوية، من خلال طباعة الكتب التي تعالج مواضيع المرأة بشكل عام والمرأة الكردية بشكل خاص، وتنظيم الفعاليات الادبية التي تبرز ابداعات المرأة”.
وتطرقت سهام قريو حول دور المرأة في مجال الفن، وأوضحت أن المنطقة شهدت ثورة فنية تقودها المرأة، حيث أصبحت المسارح والمراكز الثقافية أماكن تجمع لعشاق الفن والثقافة المرأة لعبت دورًا رئيسيًا في الحفاظ على التراث الثقافي والفني، وكسرت حواجز العادات والتقاليد البالية، مما أدى إلى ازدهار الفنون مثل الدبكات التراثية والأغاني الفلكلورية والنهوض بالتعليم والثقافة.
كما ساهمت أيضاً في تطوير المناهج التعليمية التي تراعي مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة، وأسست مراكز تدريب ومؤسسات تعليمية لتأهيل الكوادر النسائية، إلى جانب دورها في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي للمجتمعات المتعددة في المنطقة.
وحول مشاركة المرأة في المجالات الأخرى بينت سهام قريو أن المشاركة السياسية كان من أبرز الإنجازات وهو فرض مبدأ الرئاسة المشتركة في جميع المؤسسات، والذي يضمن تقاسم السلطة بين الرجل والمرأة على قدم المساواة، كما شغلت النساء مناصب عليا في المجالس التنفيذية والتشريعية، وشاركن في صياغة السياسات العامة، مما جعل صوت المرأة مسموعاً في دوائر الحكم واتخاذ القرار.
وأخذت دورها أيضاً في بناء مؤسسات نسائية مستقلة حيث أسست العديد من المؤسسات الخاصة بها، مثل مؤتمر ستار والاتحاد النسائي السرياني وتجمع زنوبيا ومجلس المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا ومجلس المرأة السوريا حيث لعبت هذه المؤسسات دوراً حيوياً في الدفاع عن حقوق المرأة، وتمكينها اجتماعياً وقانونياً، وتنظيم الحملات التوعوية ضد العنف والتمييز.
أما في مجال التطوير القانوني لحماية المرأة أشارت سهام قريو بأنه تمٓ سن قوانين وتشريعات تهدف لحماية المرأة من العنف والتمييز، مثل قانون منع تعدد الزوجات، وتجريم الزواج القسري وزواج القاصرات، وإتاحة الطلاق العادل، مما ساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة.
وعن المساهمة في الدفاع والأمن:
شاركت بقوة في العمل العسكري والدفاعي من خلال وحدات حماية المرأة (YPJ)، والــ HSNB قوات نساء بيث نهرين اللواتي لعبن دوراً أساسياً في محاربة الإرهاب والدفاع عن المجتمع، وأثبتت قدرة المرأة على تحمّل مسؤوليات جسام في ميادين كانت حكرًا على الرجال.
وفي المجال الاقتصادي:
أُطلقت العديد من المشاريع التعاونية والاقتصادية النسائية، خاصة في الزراعة والصناعات الصغيرة، مما منح المرأة استقلالاً اقتصادياً وساهم في تحسين الواقع المعيشي لكثير من الأسر.
وفي الختام أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي أنّ تجربة المرأة في الإدارة الذاتية ليست مجرد حضور شكلي، بل هي ثورة حقيقية في بنية المجتمع، أعادت للمرأة دورها الطبيعي كشريكة في بناء الحياة، وإن ما تحقق حتى الآن هو ثمرة نضال طويل، وإصرار على التغيير، ووعي متجذّر بأن حرية المجتمع لا تُبنى إلا بحرية المرأة، والمرأة في شمال وشرق سوريا تضع خطط استراتيجية للنساء بكافة المجالات لقطف ثمار عملها ومخاطبة الأمم المتحدة وغيرها خارجياً فلنعمل سوياً للتقدم بخطوات إلى الأمام على مستوى الوطن لسوريا عموماً.