تأثرت بمقولة “الدراسة هي السلاح الوحيد للمرأة” تحدت كافة العادات والتقاليد السائدة في مدينة الرقة لتصبح أول فتاة تدرس مرحلة الجامعة خارج المدينة، وصمدت بقوة في وجه ظروف الحرب الصعبة للتسلح بالفكر والعلم، ثم ساهمت في تأسيس “جامعة الشرق” بمدينة الرقة التي أسستها الإدارة الذاتية في المدينة التي عانت بشدة من ظلم واستبداد مرتزقة داعش.
نيروز مسلم امرأة طموحة تعيش في مدينة الرقة، وهي من أصول كردية، وترعرعت ضمن أسرة محبة للعلم، في فترة الثانوية دخلت نيروز تحدي بحكم العادات والتقاليد التي لم تكن تسمح للمرأة بالسفر لمحافظة أخرى، وفي عام 2006 توجهت للدراسة في جامعة تشرين بقسم الفلسفة؛ حيث كان لديها شغف كبير لهذه المادة، وكان الجميع يعرفونها في الجامعة كونها الطالبة الوحيدة من الرقة التي توجهت لخارج المحافظة آنذاك بغية إكمال دراستها.
وفي السنة الثالثة من الجامعة اضطرت نيروز للانتقال إلى جامعة حلب، كونها أقرب إلى مدينة الرقة، ومع بداية الأحداث السورية انقطع الطريق المؤدي إلى حلب لتعود بعدها في عام 2013 إلى الرقة، وكانت المدينة آنذاك شبه مدمرة وتحت حكم إ.ر.ها.ب د.ا.ع.ش، ونظراً لصعوبة الوضع في المنطقة قررت نيروز هي وزوجها الانتقال إلى الحسكة ومن هناك إلى مدينة القامشلي، وهناك التحقت للعمل بمركز بحوث في عام 2018 لمدة عامين وعملت مدرسة في كلية علوم الدينية في جامعة روجا آفا لمدة سنة لعام 2020، بينما شارك زوجها في بناء جامعة روج آفا وكان من مؤسسي الجامعة.
وفي 2020 كان هناك اقتراح لافتتاح جامعة في مدينة الرقة وهي “جامعة الشرق” وكانت نيروز مستعدة لتكون جزء من الفريق الذي افتتحها وكانت من مؤسسي جامعة الشرق، وتلبية لطموحاتها الكبيرة قررت نيروز استكمال دراستها والسفر إلى مدينة حلب وخلال فترة قصيرة تمكنت من الحصول على شهادة التخرج الجامعية، لتعود مجدداً إلى مدينة الرقة، ثم استأنفت عملها بجامعة الشرق، حيث استلمت عدة مهام ونجحت في أدائها بكل مسؤولية ففي 2015 تم تعيينها عضوة منسقية جامعات شمال وشرق سوريا، ثم أصبحت ناطقة مجلس المرأة ورئيسة قسم العلوم الاجتماعية في الجامعة، وفي الفترة الأخيرة أصبحت ممثلة الجنولوجيا في الجامعة.







