مع حلول الذكرى السنوية الأولى للشهيد فرهاد ديريك تحدّثت أمينة أوسي (نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) لموقع منسقية المرأة في الإدارة الذاتية عن المسيرة النضالية للشهيد فرهاد ديريك، فاستهلّت حديثها باستذكار كافة شهداء الحرية، وقالت:
“الشهيد فرهاد كان من الشباب الأوائل الذين انخرطوا بالنضال من أجل تحرير الشعب الكردي وحصوله على حقوقه، ولم يقتصر نضاله للشعب الكردي فقط، إنما ناضل منذ المرحلة البدائية حتى استشهاده في سبيل هدفه الاستراتيجي ألا وهو ترسيخ أخوة الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا وبين كل المكونات”.
دور الشهيد فرهاد بتأسيس الإدارات الذاتية والمدنية
وعن تأسيس الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا قالت: “كان الشهيد فرهاد من المشاركين في حملات تأسيس الإدارات الذاتية والمدنية بكافة مراحلها من الجزيرة إلى آخر مرحلة في دير الزور، وبحسب خبرته الاجتماعية والسياسة كان له مساهمة بتأسيس الإدارة الذاتية وترك بصمة قوية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
شخصية قيادية وبارزة
كما أوضحت أوسي أن الشهيد فرهاد ديريك له خصوصية وشخصية قيادية وبارزة وحماسية، وهو من الشخصيات التي كان لها مواقف أمام كل المشاكل والتحديات التي واجهت الإدارة الذاتية سياسياً أو اجتماعياً، وكان يمتلك القدرة على حل هذه المشاكل بإطروحاته ومقترحاته أو من خلال المشاريع التي كانت تهدف إلى حل وتجاوز التحديات، ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية عمل الشهيد فرهاد على تشكيل كل هيئة ووضع النظام الداخلي ومتابعة الكوادر العاملة في الهيئات والمؤسسات الإدارية، وكان له دوراً كبيراً وواضح، وخلال عمله كان يتحلى بعدم التمييز بين الرجل والمرأة إذ أنه كان رفيقاً للرفيقات والرفاق بدون تمييز ويقدم المساعدة للجميع”.
وتابعت قائلة “خلال عملنا سوياً لفترة طويلة وبرغم من فرز العمل الذي كان موجود كان الشهيد فرهاد من الشخصيات المنفتحة للنقاش والحوار ولديه المرونة الكافية لمناقشة كافة القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الإدارية، وكنا نشكّل معاً فريق عمل قوي وهذا الفريق لديه رؤية فريدة، ومازلنا مستمرين في العمل مع بعضنا البعض بروح واحدة وباتخاذ القرارات الجماعية وبتنظيم العمل المؤسساتي بكل إدارة، وكان الشهيد فرهاد يسعى إلى تطوير جميع المؤسسات بالتساوي بدون أي تمييز بينها، وهو يتحلى بروح مرنة بالتعامل مع الزميلات بالعمل من خلال توجيههن وكيفية تطوير عملهن”.
تطوير العمل المؤسساتي
ونوّهت إلى أنّ الشهيد فرهاد ديريك كان تركيزه خلال الفترة الأخيرة على نظام الحوكمة في الإدارة والعمل المؤسساتي، والرفيق فرهاد مثله مثل أي عضو بالهيئة الرئاسية كان يدرس التحديات وله طريقة خاصة بالتعامل معها، إذ أنه يتحلى بخصوصية وخبرة تنظيمية وله تجربة قوية اجتماعية إلى جانب تحليه بالخبرة السياسية من خلال عمله الطويل ونضاله المستمر، وهو من الشخصيات الحريصة على التطوير ومقتنع بمبادئ الإدارة الذاتية كمشروع يخدم السوريين بشكل عام، وفي مراحل تأسيس الإدارة في الخطوة الأولى ولآخر مرحلة كان للرفيق فرهاد دور قوي وبارز بكل مؤسسات الإدارة الذاتية حتى لحظة استشهاده.
وأكدت”أن فقدان الشهيد فرهاد ديريك بالنسبة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو خسارة كبيرة واستشهاده جعل كل أعضاء الإدارة الذاتية و مؤسساتها تجدد العهد بالسير على دربه لترسيخ مفهوم الإدارة الذاتية وحوكمة مؤسسات الإدارة الذاتية نحو الأفضل”.
ناضل في سبيل وصول أبناء شمال وشرق سوريا لمستوى متقدم
واختتمت أمينة أوسي نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قائلة: “عندما نستذكر الشهيد فرهاد نستذكر شهيداً ضحّى وعمل بكل ما يملك من قوته في سبيل التأسيس والتطوير وحماية مكتسبات الإدارة الذاتية، فالهدف الأكبر للرفيق فرهاد هو وصول أبناء شمال وشرق سوريا وبكل مكوناتها إلى مستوى متقدم، بحيث تكون علاقتهم مبنية على الأخوة و التضامن والمساندة وهو الطريق الوحيد للوصول بأبناء شمال وشرق سوريا إلى بر الأمان، كإدارة ذاتية وكعضوة بالهيئة الرئاسية جادين بعملنا وبمسؤولية عالية كي نحقق كل شي عمل عليه الشهيد فرهاد وكان يطمح للوصول إليه فوظيفتنا إكمال طريقه”.







