تملك الفنانة منة الله الطعمة حنجرة ذهبية وصوت متميز، وأبدعت من خلال آدائها للأغاني التراثية الشعبية الفراتية التي ترتبط بذاكرة أهالي الرقة وترمز لثقافتهم، وسحر صوتها وإحساسها المرهف كل من سمع أغانيها، وكان لها تجربة مميزة في آداء الأغاني الكردية، واستطاعت منة الله في فترة وجيزة تحقيق شهرة واسعة في مدينة الرقة ثم امتدت لسائر مناطق شمال وشرق سوريا.
قالت منة الله الطعمة الفنانة الصاعدة: ” نشأت في كنف عائلة تحبُ الغناء والتراث الشعبي، واكتشف والدي موهبتي عندما كان عمري 11عاماً، وهو أول من شجعني على ممارسة موهبتي كونه عازف على آلة العود ولديه روح الغناء وعندما تأكد من خامة صوتي بدأ بتدريبي ضمن تجمعات عائلية مع أخي الذي يملك موهبة العزف على العود والغناء, بدأنا التدريب من الصفر وتدربنا في البداية على الأغاني العراقية ومن ثم الأغاني التراثية، وكنت أميل لسماع أغاني الفنانة خولة الحسن، واليوم أغني مع شقيقي، الذي يدعمني هو وأبي، وهما من شجعني للوصول إلى هذه المرحلة من التطور”.
وأضافت منة الله “انطلقت في عام 2018 وذلك من خلال مدرسة وفي أحد دروس الموسيقا في المدرسة أظهرت موهبتي في الغناء أمام أساتذتي، وتم قبولي وبدأت التدريب وحضرت الكثير من الدروس في صالة التاج لأن المركز الثقافي حينها لم يكن قد تأسس، وبعد تأسيس المركز الثقافي في الرقة بدأنا الغناء في فرقة تحت مسمى فرقة تراث الرقة ضمن المركز، وكان هناك بروفات وتدريبات مكثفة لتجهيز الأغاني التراثية الخاصة بمدينة الرقة”.
وأكدت منة الله “أول حفلة شاركت فيها كانت حفلة تحرير الرقة، وجدت صعوبة وخوف عندما وقفت على خشبة المسرح للمرة الأولى، كما شعرت بسعادة لكوني حققت أول خطوة من هدفي وأظهرت موهبتي التي كانت مدفونة في داخلي سابقاً”.
وعن مشاركتها في الفعاليات تقول منة الله: “شاركت في عدة مهرجانات وقدمت أربع كليبات وأول كليب هو “أصالة الروح “عربي وكردي، تلاها أغنية للأمن الداخلي “آلاف أمن البلد” والكليب الثاني” ألحان منسية”، وهي وصلة غنائية فلكلورية مشتركة بست لغات، وكان لي تجربة مميزة في الغناء الكردي وتلقيت تشجيعاً كبيراً من الشعب الكردي”.
وأما عن نوع الأغاني التي تأديها منة الله وسبب اختيارها لها، قالت” أحفظ الكثير من الأغاني والعراقية والمصرية وأغني اللونين الرقاوي والعراقي، وأميل بشكل خاص إلى غناء الأغاني التراثية والشعبية أكثر من الحديثة”، لأن هذا النوع من الغناء هو غذاء للروح ووسيلة للحفاظ على التراث من الاندثار, وهذه الألوان تناسب صوتي وهويتي”.
وتطرقت الفنانة منة الله في ختام حديثها حول الكليبات والأغاني الجديدة قائلًة:” أعمل على تجهيز أغاني فلكلورية عن الرقة بالإضافة لتجهيز كليبات خلال فترة قريبة جداً، وأطمح في الأيام القادمة أن أبرز تراث مجتمع الرقة اللون الفراتي للعالم أجمع وأن أكمل دراستي وأصبح محامية ناجحة للدفاع عن الشعب”.
والفنانة منة الله طعمة من مواليد مدينة الرقة في شمال وشرق سوريا، وتبلغ 16 من عمرها، وبدأت موهبتها بالغناء في عمر صغير ضمن عائلة فنية مكونة من سبعة أشخاص محبة للفن والتراث الفراتي، وتعزف على آلة الدف، وهي تتعلم من والدها العزف على آلة العود لصقل موهبتها وتطوير ذاتها من الناحية الموسيقية.







