عذراء السعدو
ساهمت ثورة 19 تموز التي انطلقت شرارتها من مدينة كوباني بإحداث تغييرات جذرية في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، حيث حققت انجازات قيمة للمضي بالمجتمع نحو الديمقراطية والحرية، والقضاء على سياسة الاضطهاد والقمع، وكان للمرأة دوراً مثالياً في ثورة روج آفا من خلال مقاومتها وإرادتها.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لثورة 19 تموز التي انطلقت شرارتها عام 2012 في كوباني تحدثت لموقعنا الإعلامية بوكالة أنباء هاوار في كوباني دجلة أحمد عن أحداث الثورة وأسباب انطلاقها ودور الإعلام في تغطية ورصد حقيقة واقع الثورة، كما تطرقت للانجازات التي حققتها المرأة.
ثورة روج آفا جائت نتيجة سياسة القمع والتهميش التي يمارسها النظام البعثي ضد الشعب الكردي
أكدت دجلة أحمد (الإعلامية لوكالة أنباء هاوار في كوباني) أنه”يمكن وصف ثورة روج آفا على أنها جاءت نتيجة عقود من القهر الذي تعرض له الشعب الكردي على جغرافيا كردستان من قبل الأنظمة المحتلة، وانفجرت شرارة الثورة مع انتفاضة قامشلو 2004 ضد النظام القمعي في سوريا؛ لكن العوامل آنذاك لم تسمح بأن تنتشر الثورة بل عملت الكوادر الثورية والشعب الكردي على الاستعداد لأول فرصة للقيام بالثورة؛ وذلك ما حصل في الـ19 من تموز عام 2012″.
ثورة 19 تموز اتخذت النهج الثالث لتطبيق النهج الديمقراطي لعدم الدخول في صراع على السلطة
وقالت دجلة أحمد :”في الوقت الذي كانت تشهد فيه سوريا حرباً طاحنة على كرسي السلطة يخوضه طرفا الصراع وهما النظام السوري وحلفاءه من إيرانيين وحزب الله؛ والطرف الآخر المتمثل بالمرتزقة السوريين وداعميهم في أنقرة والدوحة والرياض، كان لا بد من حماية الشعب الكردي والأقليات في شمالي سوريا، وإنقاذ المدن من الدمار الهائل الذي لحق بعشرات المدن والبلدات السورية نتيجة حرب لم تكن منذ الطلقة الأولى تخدم الشعب السوري ، ولا تزال الحرب مستمرة لخدمة الأجندة الخارجية، لذلك كانت انطلاقة ثورة 19 تموز الخطوة الأساسية في تجنيب المنطقة من صراعٍ دموي والحفاظ على الهوية الوطنية لأبناء المنطقة ضد المحتلين والغزاة”.
رصد الإعلام وقائع مظاهرات الشعب خلال الثورة بشكل سري لإيصالها بشفافية للعام
وعن دور الإعلام في رصد وقائع ثورة روج آفا دجلة قالت أشارت دجلة بأنه ” كان هناك تغطية مستمرة للمظاهرات التي كانت تخرج يوم الجمعة وتنظم تحت شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”، ولكن كانت بشكل سري وخفي لأنه كانت هنالك ضغطوط تعسفية من قبل قوات النظام البعثي، التي كانت تحاول بكافة الوسائل لإخماد صوت الثورة ومنع المظاهرات الشعبية”.
أدى الكادر الإعلامي في الثورة مهامه بمسؤولية تامة متحدياً كافة الصعوبات
واسترسلت دجلة قائلة”واجه الإعلاميين صعوبات كثيرة خلال تغطية الثورة، من حيث الإمكانيات التي كانت ضعيفة جداً، وكانت معدات التكنيك قليلة جداً وهناك وقلة في عدد الكوادر الإعلامية، وبرغم من قلة التجربة والخبرة حاول الإعلاميين القيام بمهامهم العملية، وكان للإعلام دور هام في نقل صوت المقاومة والثورة بمصداقية للعالم، وكنا نتخذ منازل المدنيين كمركز للعمل والتغطية بشكل سري الا أنه كانت هناك تغطية جيدة نوعاً ما، ولم تكن هنالك مواقع وتلفزيونات ووكالات خاصة بالمنطقة، على خلاف اليوم هناك العشرات من المواقع والوكالات والتلفزيونات والإذعات الصوتية، إضافة لذلك كان هناك حملة اعتقالات كانت تشهدها معظم مناطق روج آفا كردستان من قوات النظام البعثي، وبالأخص اعتقال الصحفيين في ذلك الوقت وممارسة التعذيب الجسدي والنفسي عليهم”
تأسيس نموذج الإدارة الذاتية من أهم انجازات ثورة روج آفا
قالت دجلة :”قمنا بنقل كل الخطوات والمراحل التي قام بها الشعب من تنظيم نفسه وبناء مؤسسات وتحرير المناطق من سيطرة النظام وبناء نظام الحماية الذاتية قبل تطورها إلى قوات عسكرية، مراحل بناء الإدارة الذاتية التي كان الشعب يديرها بنفسه، وكشف الممارسات والسياسات التعسفية للنظام البعثي التي كانت مفروضة على الشعب في غربي كردستان حينها”.
لايزال الدورالإعلامي مستمراً لكشف جرائم الإحتلال التركي ومرتزقته
وبينت دجلة أحمد أن “الاعلام كان المصدر الأول للمعلومات وصلة الوصل بين المؤسسات الحقوقية وكان يتابع الانتهاكات المرتكبة في المنطقة بحق الأهالي من قبل كافة الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمحتلة، والدور الإعلامي مازال مستمراً حتى اللحظة، وهو يبرز جرائم الاحتلال التركي في المنطقة ويكشف علاقته بالجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصر”.
لعبت المرأة دورا بارزاً خلال 19 تموز واستطاعت تنظيم ذاتها في كافة الأصعدة
وأشارت دجلة أحمد (الإعلامية لوكالة أنباء هاوار) في نهاية حديثها بأن “المرأة كان لها مشاركة فعالية خلال ثورة روج آفا منذ اندلاعها، وبدأت بتنظيم ذاتها وبناء شخصيتها،من خلال انضمامها للدورات الفكرية والعلمية وحققت انتصارات وانجازات عظيمة على الصعيد العسكري والسياسي والتنظيمي، الخدمي، الاقتصادي، الدبلوماسي … إلخ، وقد عرفت ثورة 19 تموز بثورة المرأة لأن المرأة لعبت دوراً ريادياً فيها وأبهرت العالم من خلال مقاومتها الشجاعة”.








