عدد قليل من الثورات في التاريخ تمكنت من إحداث تغييرات كبيرة في مختلف الجوانب من الناحية السياسية والاجتماعية والسلطة، ومع اقتراب الذكرى السنوية لثورة روج آفا التي بدأت قبل عشرة سنوات في ١٩ من تموز عام ٢٠١٢ والتي أحدثت تغيير واضح في الشرق الأوسط بأكمله، حيث تعرضت البلاد بالفعل لأزمة سياسية وأمنية، كما أن الكرد وبصفتهم أحد المكونات الرئيسية للبلاد، واجهوا خيارين إما أن يكونوا راضيين عن أي شيء يحصل لهم، أو أنهم يبحثوا عن حل بأنفسهم، اختاروا الخيار الثاني وقرروا الانطلاق بالثورة التي كانت بداية لحياة حرة ومجتمع ديمقراطي.
وفي سياق هذا الموضوع صرحت هيلين حاجم (الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل) لموقعنا عن التطورات والانجازات الهامة التي نتجت عن ثورة روج آفا في مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي البداية باركت هيلين حاجم ذكرى ١٩ تموز على جميع أهالي شمال وشرق سوريا وجميع المناضلين والمناضلات الذين كان حلم حياتهم القيام بهذه الثورة وإنشاء حياة حرة، كما باركت الذكرى على جميع نساء العالم.
وأوضحت هيلين حاجم أن” ثورة ١٩ تموز هي الثورة التي أستطاع المجتمع من خلالها تأسيس نفسه في جميع الجوانب الحياتية السياسية، العسكرية والاقتصادية، وهي الثورة التي تمكنت من تغيير الذهنية الذكورية التي زرعتها الدولة في عقول المجتمع، والتي كان لا يوجد فيها حقوق للمرأة في المجتمع، ولم يكن لها أي دور وكانت الجزء الثاني من المجتمع، لكن هذه الثورة أثبت بأن المرأة هي جزء أساسي في المجتمع وإستطاعت المرأة أن تكسر قيود العادات والتقاليد التي كانت تحرمها من حقها”.
وأضافت هيلين حاجم بأن ” ثورة روج آفا هي ثورة المجتمع وخطوة كبيرة، ونتج عنها نتاج عظيم لجميع مكونات شمال وشرق سوريا، وكانت خطوة أولى لتطوير سوريا إلى سورية ديمقراطية، وعندما نقارن بين سورية قبل الثورة وبعدها نلاحظ الفرق الكبير بينهما، فقبل الثورة كان الشعب محروم من جميع حقوقه، لكن بعد الثورة تغير الكثير ونرى بأن كل مكون من مكونات شمال وشرق سوريا أصبح يتكلم بلغته ويظهر بثقافته، فهذه الثورة كانت الروح التي استطاعت أن تفشل مشروع الاحتلال وتقسيم سوريا، وكسرت تنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة وداعش الذي لم تستطع أقوى الدول أن تهزمه، لكن أبناء شمال وشرق سوريا استطاعوا هزيمة إرهاب داعش”.
وأشارت هيلين حاجم إلى أن” أبرز نتاج هذه الثورة كان تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تتبنى جميع مكونات شمال وشرق سوريا فيها بكافة المذاهب والأديان، وجميعهم لهم حق ورأي في هذه الإدارة، وأيضاً في ثورة ١٩ تموز كان للمرأة والشبيبة دور فعال ومهم، واستطاعوا إثبات ذاتهم عبر هذه الثورة، وحماية نفسهم بنفسهم من خلال الحماية الجوهرية”.
وإنهت هيلين حاجم (الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل) حديثها قائلة:”نحن كإدارة نبارك ثورة ١٩ تموز ونعاهد المناضلين والمناضلات بإن نسير على درب ثورة ١٩ تموز ونطالب من جميع الأهالي أن يسيروا على هذا الدرب، ونطالب الدول الضامنة ومنظمات حقوق الإنسان أن يضعوا حد قاطع لجرائم دولة الاحتلال التركي”.







