استهدفت طائرة مسيرة لدولة الاحتلال التركي في 23 من حزيران عام 2020 منزل للمدنيين في قرية حلنج في ريف كوباني، أدت لمجزرة وحشية راح ضحيتها عضوتيي منسقية مؤتمر ستار في الفرات زهرة بركل وهبون ملا خليل والأم أمينة ويسي صاحبة المنزل.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لمجزرة حلنج تحدثت لموقعنا دلي بركل شقيقة الشهيدة زهرة بركل، وتطرقت خلال حديثها إلى الصفات والخصائص التي تتمتع بها الشهيدة زهرة ومسيرة نضالها في سبيل تحرير المرأة في المجتمع.
واستهلت دلي شقيقة الشهيدة زهرة حديثها بداية باستذكار شهيدات مجزرة حلنج وجميع الشهيدات اللواتي ناضلن من أجل الوطن والمرأة وقالت:”عند ما استذكر الشهيدة زهرة لا أستطيع أن أصف نضالها بوقت قصير، لأن مسيرتها كانت حافلة بالنضال واختارت طريق الحرية عن قناعة وإصرار”.
وإلى جانب ذلك استذكرت دلي بركل مجزرة كوباني التي جرت أحداثها في 25 عام ٢٠١٥، والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء، مشيرةً بأن مجزرة كوباني المؤلمة استهدفت الكرد والمرأة بطريقة شنيعة، وهي ضربة للمرأة ولتقدمها.
وعن هدف دولة الاحتلال من استهداف المرأة تقول دلي:”الجميع يعرف هدف الدولة التركية من خلال الاستهدافات والانتهاكات التي تمارسها ضد شعوب شمال وشرق سوريا وخاصة ضد المرأة، وتركيا تشعر بالخوف من المرأة الحرة والمنظمة، لهذا تضع المرأة ضمن أهدافها بشل مباشر، بهدف النيل من إرادتها”.
وأضافت دلي أن المجازر التي ترتكبها الدولة التركية الفاشية ضد المرأة الحرة تزداد كثيراً، وهناك الكثير من النساء المناضلات اللواتي تم استهدافهن من قبل تركيا، ومنهن المناضلات الثلاث ساكينة جانسيز ورفيقاتها اللواتي تم استهدافهن في باريس، والمناضلة سيفي ورفيقاتها في باكور كردستان، إضافة للنساء اللواتي تم استهدافهن خلال مجزرة حلنج، والمناضلات زهرة وهبون والأم أمينة وجميع النساء اللواتي يقاومن من أجل الوصول لحريتهن يشكلن خطراً كبيراً على فكر الدولة التركية المتطرف، وتسعى تركيا بشخص تلك الشهيدات ومن خلال المجازر الانتقام من المرأة الحرة، والقضاء على هويتها.
والشهيدة زهرة بركل تنتمي لعائلة وطنية كردية من مواليد كوباني، درست في كلية الحقوق في مدينة حلب لمدة عامين، وبدأت العمل في بداية ثورة روج آفا بعد خروج النظام من كوباني، في عام 2013 عملت في رابطة المرأة، وفيما بعد عملت في منظمة سارا للعنف ضد المرأة.
وتطوعت الشهيدة زهرة في الهلال الأحمر الكردي، ثم شغلت منصب الرئاسة المشتركة لديوان مجلس الشعب في كوباني، وعملت بعدها كرئيسة مشتركة لبلديات الشعب عام 2017، ثم تم تعيينها رئيسة مشتركة لهيئة العدل وناضلت بكل إرادة لدعم حرية المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع، ارتقت لمرتبة الشهادة في ال ٣٣ من عمرها.
وعن أهدف الشهيدة زهرة أشارت شقيقتها دلي”ناضلت زهرة بهدف تحرير المرأة من العنف والظلم وإيصالها لطريق الحرية، وكان لديها اندفاع وحماس اتجاه عملها دون تردد، وكانت تسعى لتأسيس وتطوير فكر المرأة وتنظيم النساء في المجتمع، كان لديها ثقة عالية بنفسها، وكانت تطمح أن ينظم الرجال لدورات فكرية لتغيير الذهنية الذكورية لديهم”.
وحول الصفات التي تتمتع بها الشهيدة زهرة أشارت دلي أن الشهيدة زهرة تتميز بصفات كثيرة ليس لها نهاية، حيث كانت إنسانة بكل ماتعني الكلمة، وكانت حنونة ومتواضعة وتبتسم دائماً، وهي على علاقة جيدة مع رفيقاتها في العمل وخارج العمل ولها مكانة كبيرة واحترام لدى العائلة وفي قلوب الناس، وكان هناك انسجام كبير بينها وبين جميع الفئات العمرية في المجتمع كبارا وصغارا”.
وفي الختام قالت دلي:” الشهيدة زهرة تركت ورائها ذكريات كثيرة في قلوبنا لا يمكننا نسيانها، ونحن كعائلة زهرة نتألم لفقدانها لكننا نعتز بشهادتها، ومرتبة الشهادة لا يمكن لأي شخص الوصل إليها، وحتى هذه الدقيقة نرى الكثير من النساء يستمرن في النضال على خطى زهرة ويناضلن بروح زهرة وشهيدات الحرية لتحرير كل امرأة مظلومة في المجتمع”.








