على الرغم من قدم العلاقة بين الرجل والمرأة فأن مصطلح الجندر مازال حديثاً نسبياً وعلى الرغم من غرابته فأن المضامين التي يتضمنها موجودة في داخلنا ونفكر فيها دوماً ونخرج باستنتاجات مختلفة.
وحول هذا الموضوع قالت سهير السنوح (إدارة مكتب التنظيم لمجلس المرأة السورية في الرقة)، “من مفاهيم الجندرة هو مصطلح مختلف ولا يزال حديثا نسبياَ على الرغم من غرابته, فالمضامين التي يتضمنها موجودة في داخلنا ونفكر فيه دوماَ ونخرج باستنتاجات مختلفة, وفهمنا لموضوع الجندرة أساسي وهام لفهم تأثير العمليات التنموية بشكل مختف على الرجال والنساء، ففيما نخلق كبنات وأولاد بفوارق جنسية بيولوجية تتمثل في حملنا لأعضاء جنسية مختلفة لكل منها وظائفها كالإنجاب والاخصاب نجد فروقات أخرى تظهر مجتمعياً ولا علاقة لها بتلك الأعضاء ولكنها ترتبط بالأدوار المتوقعة التي يرسمها المجتمع ونظرة هذا المجتمع لنا”.
واوضحت سهير السنوح إلى أن هناك عدة تعاريف لجندر وهوالفرق بين الرجل والمرأة الحاصل من الدور الاجتماعي، وهذه الفروق هي نتائج لعوامل دينية وثقافية وسياسية واجتماعية، إنها فروق صنعها البشر عبر التاريخ الطويل وهي فروق يمكن تجاوزها في أطار المساواة في حين لا يمكن فعل ذلك في الفروق الفيزيولوجية بين الرجل والمرأة, وهي تقف أمام حاجزاً استفهامياً.
وأضافت سهير “تعريف الجندرة حسب منظمة الصحة العالمية بأنه الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات اجتماعية مركبة لا علاقة لها بالاختلاف العضوي والجسدي بمعنى أن اخلاف المرأة والرجل بيولوجي لا علاقة له بالنشاط الجنسي الذي يمارسه كل منهما”.
وتابعت بالقول: “الأدوار الجندرية تتحدد هذه الأدوار من قبل المجتمع وهي أدوار مرتبطة بتوقعات المجتمع من الفرد يبني المجتمع هذه التوقعات بناءاً على الجنس فيحدد أدوار خاصة بالذكوري وادوار خاصة بالنساء ،ويرتبط بكل دور من هذه الأدوار مجموعة من السلوكيات تعبر عن القيم السائدة في مجتمع معين يقيم المجتمع الرجال والنساء وفقاً لنجاحهم ونجاحهن في تأدية الأدوار التي حددها لكل منهما” .
ويحدد دور الانسان والانسانة مركزه ومركزها الاجتماعي، والدور متغير وفقاً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والسياسية التي يتأثر فيها الفرد.
ونوهت سهير السنوح “النوع الاجتماعي “الجندر هو العلاقات والادوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من الجنسين (الرجال والنساء ) وتتغير هذه الأدوار والعلاقات والقيم وفقاً لتغيير المكان والزمان وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى، مثل الدين والطبقة الاجتماعية والعرق وبالرغم من أن هذه العلاقات متغيرة في مؤسسات مجتمع مختلفة إلا أن جميع هذه المؤسسات تقاوم التغيير”.
النوع الاجتماعي “هي فروقات اجتماعية ينشئها ويشكلها المجتمع متغيرة بتغيير الزمان والمكان نظراً لتداخلها مع علاقات اجتماعية أخرى”.
الجنس البيولوجي “هي فروقات بيولوجية متعلقة بالجهاز التناسلي لها وظائف فيسيولوجيا محددة تختلف عند الذكر عما عليه عند الانثى ثابتة”.
واعربت سهير أن هناك تحليل لجندره وخصوصيته هي أداة تحليل الفروقات بين الرجال والنساء مع مراعاة خصوصية الأنشطة والظروف والاحتياجات والوسائل التي تؤثر في تحكمهم في موارد وكذلك وسائل الإفادة من التنمية واتخاذ القرار، مثل التمكين المؤسساتي، التمكين القانوني، التمكين الاقتصادي، التمكين السياسي، فالدور السياسي يتلخص بسلطة اتخاذ القرار تبدأ عملية اتخاذ القرار داخل الاسرة وتمدد لتصل النقابة والمجلس البلدي وحتى المجالس التشريعية عادة ما ينظر لهذا الدور على انه دور خاص بالرجال بالرغم من اقتحام النساء لهذا الفضاء وعادة ما يكون هذا الدور مدفوع الاجر إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمركز والسلطة.
وذكرت سهير السنوح في حديثها “تناولت اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة مسألة الأدوار الجندرية فأكدت ديباجتها بأن التنمية التامة والكاملة لأي بلد ورفاهية العالم وقضية السلم تتطلب جميعاً مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل اقصى مشاركة ممكن في جميع الميادين”.
واعتبرت سهير السنوح أن دور المرأة العظيم في رفاه الاسرة وفي تنمية المجتمع الذي لم يعترف به حتى الان على نحو كامل والاهمية الاجتماعية للأمومة ولدور الوالدين كليهما في الاسرة وفي تنشئة الأطفال وأن دور المرأة في الانجاب لا يجوز أن تكون أساسا للتمييز بل أن تنشئة الأطفال تتطلب بدلاً من ذلك تقاسم المسؤولية بين المرأة والرجل والمجتمع ككل.
وتطرقت سهير السنوح (إدارة مكتب التنظيم لمجلس المرأة السورية في الرقة)، “على سبيل المثال في مؤتمر روما الخاص بإنشاء المحكمة الدولية عام 1998 تم التأكيد على أن التفرقة على اساس الجنس تشكل جريمة ضد الانسانية يجب أن يعاقب مرتكبيها بعقاب رادع، واختصار مفهوم الجندرة هو وسيلة لإلغاء الفروق البيولوجية ورفض الاختلاف بين الذكر والانثى كما في قوله تعالى (أن خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عند الله اتقاكم) .
وأن هناك فوارق عدة وهي الفرق بين الجنس والجندر, فالجندرة تعني في الاطار اللغوي (الجنس ) ولكن من الذكورة والانوثة وبشكل ادق النوع الاجتماعي وليس التقسيم البيولوجي، ويشير الجندر إلى التقسيم الاجتماعي بين الذكر والانثى وليس الحالة البيولوجية التي خلق عليها.
واختتمت سهير السنوح (إدارة مكتب التنظيم لمجلس المرأة السورية في الرقة)، حديثها بالقول: “أتت مسألة الجندرة من مسألة عالمية تتحدث عن حقوق الانسان والمرأة بشكل خاص منذ انهيار القطبية الثنائية، وهناك اشارة إلى أن مصطلح الجندر بدأ بالظهور لأول مرة في الغرب في بداية السبعينيات في الدراسات الخاصة بالتنمية ثم انتقل المصطلح إلى المنطقة العربية في النصف الثاني من الثمانينات”.







