الفن التشكيلي فن شامل لعدة فنون كفن الرسم والنحت، العمارة، وهو من أرقى أنواع الفنون، ويعتمد بالدرجة الأولى على احساس وأفكار الفنان ونظرته المختلفة للأشياء، حيث يحاول تقديم رسالة تعبيرية للعالم عن حالة معينة من الواقع ويصيغها عبر فكره إلى أشكال تعبر عن صورة جمالية، وقد يولد الإنسان وبفطرته يحب الرسم فيبدأ بالرسم صغيراً وتساعده بيئته المحيطة به على تنمية هذه الموهبة فيصبح مع الأيام مبدعاً.
والفنانة التشكيلية جوليا عبدالله أبو زر من مدينة الرقة مواليد 1980تمتلك موهبتي الرسم والنحت وسعت لصقل مواهبها وتطوير ذاتها بكل إرادة وتحدي برغم من الظروف الصعبة التي واجهتها، تزوجت من محمود غالب صومان يبلغ 51 عام وهو فنان تشكيلي نحات حيث أورثوا أولادهما حب الفن، وأصبحت هذه العائلة تشكل نسيج فني استثنائي ممزوج بالأبداع والتمييز.
وحول بداية موهبتها أكدت جوليا أبو زر (الفنانة التشكيلة) قائلةً: “اكتشفت عائلتي موهبتي الفنية في مرحلة الطفولة كان عمري حينها 9 سنوات، وتلقيت منهم الدعم والتشجيع، وكنت اجتمع مع أشخاص أكبر مني عمراً وأكثر خبرة في مجال الفن، ثم انتسبت إلى مركز الفنون التشكيلية في الرقة وكان عمري آنذاك 12 عاماً، تلقيت دروساً عن الفن التشكيلي لأتعرف على هذا المجال بشكلٍ أكبر، وأتمكن من صقل موهبتي”.
وجوليا أبو زر تنتمي لجذور أرمنية، وتزوجت من فنان النحت محمود الصومال في عمر 26، وانجبت منه 4 اطفال، وابتعدت عن مواهبها لمدة ١٥ عام بسبب انشغالها برعاية أطفالها وظروف الحرب في الرقة أثناء احتلال إرهاب داعش المدينة، وبعد تحرير مدينة الرقة من داعش عادت للفن من جديد، وبدأت تمارس مواهبها وتطور نفسها بشكل أكبر.
وعن عائلتها ومواهبهم تقول جوليا: “ابنتي الكبرى هيلين 16عام تملك موهبة الرسم وكتابة القصص، وفاطمة عمرها 13 سنة لديها موهبة الرسم وتعاني من طيف التوحد، وتعاونت معها بشكلٍ كبير حتى تستطيع التغلب على وضعها، ، وابني آدم عمره 11 عام لديه موهبة الرسم، وطفلتي الصغيرة عمرها 8 سنوات هوايتها الرسم أيضاً، ونحن كعائلة فنية تربطنا علاقة وطيدة مع بضنا البعض، حيث نناقش معاً الأفكار والمشاريع الفنية التي نود القيام بها”.
وأضافت جوليا “مررت مع عائلتي بظروف صعبة في فترة احتلال داعش لمدينة الرقة وفي فترة التحرير، ولم تسنح لنا فرصة للخروج من المنزل، وتعرض منزلنا لصاروخ تسبب بأضرار كبيرة، ولم يبقى لدينا سوى غرفة واحدة في المنزل، وتأثرت حالتنا النفسية كثيراً، وكنت أحاول جاهدة الخروج من هذه الظروف، وأدعم أطفالي نفسياً ومعنوياً حتى يستطيعوا تجاوز جميع المحن والعراقيل”.
وحول المواضيع الفنية المفضلة لديها تقول جوليا: “بالنسبة لرسوماتي أفضل الواقعية بعيد عن الخيال والمناظر الطبيعية كونها تعطيني طاقة إيجابية، وفي مجمل لوحاتي أدعم المرأة قدر الإمكان لأن المرأة يجب أن تحافظ على صفاتها كامرأة رقاوية بما يتماشى مع مواهبها، ومدينة الرقة تمتلك شخصيات موهوبة تراثية شعبية من رسم وشعر وغناء، كما درست فن النحت بعد زواجي وأقضي معظم أوقاتي في البيت بعمل النحت”.
وتطرقت جوليا عبدالله أبو زر (الفنانة التشكيلية) في نهاية حديثها عن مشاركاتها الفنية قائلة:” شاركت في عدة معارض، وأول معرض شاركت فيه فتيات من الرقة للمرة الأولى في دمشق عام 1999، وفي نفس السياق قدمنا نفس المعرض بعد شهرين في منطقة تل أبيض تحت مسمى فتيات من الرقة شاركت فيه العديد من الفنانات”.








