وحدات حماية المرأة قوات دفاعية للمرأة، سطرت أنبل البطولات في تاريخ المقاومة، وتأسست هذه القوات للدفاع عن حرية المرأة والشعب، وكان لها فضل في هزيمة إرهاب داعش بكل شجاعة الذي يعتبر أخطر إرهاب في العالم، حيث قدمت المرأة تضحيات تاريخية في ساحات النضال الإنساني والعسكري ضد أعداء الحرية.
وآفيستا خابور هي واحدة من الشخصيات التي لمع أسمها بشكل بارز في طريق النضال والمقامة في سبيل الحرية، واختارت واجبها الإنساني والعسكري كوجهة أساسية لها لتدافع عن حرية وكرامة كافة الشعوب، وكان لها دور في خط الجبهة وتصدي الهجمات على مناطق روج آفا، وتميزت بجسارتها وحماسها في الجبهات، رغم حدة الهجمات تلك إلا أنها أبت الاستسلام أو التراجع عن مقاومتها، حيث تضاعف اندفاعها في خط النضال بشكل أكبر حتى آخر لحظة في حياتها.
وآفيستا خابور من مواليد مدينة حلب عام 1998، الأسم الحقيقي لها زلوخ حمو، وهي من قرية بيليه في ناحية بلبلة بمدينة عفرين، لديها أربع شقيقات وأربع أخوة، وهي الأبنة الأكبر للعائلة، ولدت في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب وترعرعت فيها، ومع اندلاع شرارة الأزمة السورية نزحت عائلتها إلى دمشق بحثاً عن الأمان وتأمين الحياة المعيشية.
وعاشت آفيستا طفولة قاسية بسبب أجواء الحرب التي شهدتها سوريا، ونتيجة لسوء الأوضاع المعيشية لعائلتها انحرمت حقها في التعليم، واضطرت للعمل مع والدها وهي في سن صغيرة ضمن ورشة خياطة للاعتماد على ذاتها ومساعدة عائلتها، وبعد اشتداد الهجمات على دمشق عادت مع عائلتها إلى قرية بيليه للاستقرار فيها.
وبعد عودة آفيستا إلى عفرين تعرفت على حركة المرأة وتأثرت بقصص شهيدات الحرية، والتحقت بصفوف ثورة روج آفا، وكانت عائلتها تفكر في ذلك الوقت في الهجرة إلى خارج سوريا، ولكن آفيستا رفضت الفكرة بشدة، وأصرت على البقاء في وطنها، وقررت الانضمام لصفوف وحدات حماية المرأة عام 2019، لتعيش حياة حرة وتدافع عن حرية كافة النساء والشعب، وسعت لبناء شخصيتها وتطوير فكرها من خلال انضمامها لدورات فكرية وعسكرية.
وأصبحت آفيستا مقاتلة في قوات مكافحة الإرهاب وانخرطت في صفوف الثورة بكل إرادة وقوة، وشاركت في جبهات القتال بكل جسارة ومثالية، وكانت روحها مفعمة بالحماس وذات معنويات عالية رغم كل الظروف الصعبة التي عاشتها في حياتها وطريق الكفاح الذي اختارته، وكانت تملك صوتاً عذباً وتردد الأغاني الثورية حين تجتمع مع المقاتلين والمقاتلات في وحدات الشعب والمرأة.
وكان للمناضة لآفيستا خابور مشاركة مثالية في مقاومة العصر في مدينة عفرين أثناء هجوم دولة الإحتلال التركي على المدينة، وأثناء الإشتباكات القوية التي دارت بين وحدات حماية الشعب وجيش الاحتلال ومرتزقته في قرية حمام، نفذت آفيستا عملية فدائية بتاريخ 27 كانون الثاني عام 2018، حيث فجرت قنبلة يدوية تحملها وأستطاعت تدمير دبابة كان فيها عناصر الاحتلال، وأثارت هذه العملية الرعب في قلوب جيش الاحتلال الفاشي، ونقلت محور مقاومة العصر لمرحلة جديدة من المواجهة والتقدم.








