خطت المرأة في شمال وشرق سوريا خطوات هامة نحو حريتها بعد ثورة روج آفا، واستطاعت من خلال نضالها وضع بصمة تاريخية مثالية يحتذى بها في كافة العالم، وتمكنت من تغيير الموازيين الحياتية، حيث كان لها دور فعال في تنمية مكتسبات الثورة والحفاظ عليها.
والناشطة في الحركة النسوية زهرة بركل التي سطع نجمها في سماء الحرية لتجسد المعنى الحقيقي للمرأة المناضلة التي تكافح من أجل حرية واستقلال جميع النساء في شمال وشرق سوريا، ودعمت دور المرأة التنظيمي والتوعوي بهدف إيصالها إلى طريق الحرية وتطوير فكرها ورعاية تطلعاتها لتصبح قادرة على إدارة ذاتها بكل ثقة في جميع الأصعدة الحياتية وبناء هيكلية حرة خاص بها.
واكتسبت زهرة بركل شعبية واسعة من قبل المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص في جميع مناطق الفرات، كونها تتمتع بشخصية إنسانية وتتميز بتواضعها واحترامها لجميع المكونات في المنطقة، وكان لها مشاركة واسعة بتنظيم الكثير من الحملات التوعوية للنساء لتشجيعهن على تحرير أنفسهن من كافة القيود الإجتماعية التي يفرضها فكر المجتمع.
وزهرة بركل من مواليد مدينة كوباني، وهي من أسرة وطنية، ودرست في كلية الحقوق بمدينة حلب وانضمت في بداية الثورة عام 2013 إلى دار المرأة، ثم تطوعت في الهلال الأحمر الكردي، وانتقلت بعد ذلك إلى ديوان مجلس الشعب في مدينة كوباني، وبقيت فيه لفترة من الزمن، ثم عملت كرئيسة مشتركة لبلديات الشعب في مدينة كوباني.
وأثر عمل زهرة بركل في بلدية الشعب أصبحت الرئاسة المشتركة لهيئة العدل في مدينة كوباني، وفي عام 2018 تم ترشيحها كعضوة لمنسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات، وكانت تسعى بكل جهودها للدفاع عن حقوق المرأة المظلومة في المجتمع بهدف تقديم يد العون لها والسعي لضمان حقوقها وفق خط العدالة وبناء مجتمع ديمقراطي متكافئ حر بريادة المرأة، وناضلت بكل إرادة من أجل إنهاض دور المرأة وتنظيمها لتمكين وجودها ودعم قدراتها.
وارتقت المناضلة في الحركة النسوية زهرة بركل إلى مرتبة الشهادة بتاريخ 23 حزيران 2020، بعد أعوام من النضال الحر، وكانت تبلغ ال33 من العمر، وذلك جراء استهداف طائرة لدولة الاحتلال التركي لأحد منازل قرية حلنج جنوب شرق مدينة كوباني، كما تم استهداف رفيقتيها العضوة لمؤتمر ستار في شيران هبون ملا خليل والأم أمينة ويسي صاحبة المنزل الذي تم استهدافه.









