تسعى هيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا لدعم الرياضة بشكل عام والرياضة النسوية بشكل خاص وتشجيعهن على ممارستها وتطوير خبرتهن بشكل أفضل للوصول لمستويات متقدمة والمحافظة على الصحة واللياقة البدنية المناسبة، واستطاعت المرأة من خلال إرادتها اثبات مهارتها في هذا المجال بجدارة رغم العراقيل والقيود الصعبة من قبل المجتمع.
أوكدت خلات شيخموس (الرئاسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بالجزيرة)، من خلال قولها: “إن الثورة التي اندلعت في شمال وشرق سوريا سميت بثورة المرأة، نسبة لمقاومتها الشجاعة التي أبدتها من كافة النواحي السياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، واليوم نشهد مشاركة واسعة للمرأة في المجال الرياضي بعد أن عانت الكثير لتدخل هذا المجال وترسخ قدراتها الذاتية من خلالها بكل ثقة”.
وسعت هيئة الشباب والرياضة الاهتمام بالمرأة للتغلب على مفاهيم الذهنية الذكورية الخاطئة التي زرعتها بين الرياضيين والتي شكلت التفرقة بين الجنسيين ضمن المجال الرياضي، حيث أثبتت المرأة مشاركتها في جميع البطولات والفعاليات والأنشطة الرياضية ومنها كرة القدم التي كانت حكراً على الرجل فقط، وأضافت خلات شيخموس :”منذ تأسيس الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة كان من أولوياته تشكيل مكتب رياضي خاص بالرياضة النسوية وأطلق أول دوري لكرة القدم للنساء عام 2018 بمشاركة أربعة اندية رياضية”.
وتابعت خلات حديثها قائلة: “واجهنا الكثير من الصعوبات في البداية وكان عدد المشاركات قليل جداً، وذلك بسبب عدم تقبل الأهالي لفكرة انخراط النساء لهذا المجال نظراً للقيود المجتمعية التي يفرضها المجتمع، ولكن في الفترة الأخيرة ظهر تطور ملحوظ في نسبة النساء المشاركات في الاتحاد الرياضي ضمن كافة الألعاب وكافة النشاطات والفعاليات الموجودة في شمال وشرق سوريا.”
ونوهت خلات شيخموس قائلة: “أشرفنا على تشكيل عدة فرق لكرة القدم وتأسيس أول دوري لكرة القدم للسيدات في أندية ( قامشلو -الأسايش -أهلي عامودا -قنديل -فدنك -جودي -بيمان- الطريق –سردم)، الذي أثمر بخوض بعض هذه الفرق الدوري السوري واحرز لقب الدوري لموسمين متتاليين بالإضافة لبطولة دوري الناشئات لكرة القدم على مدار موسمين متتاليين ايضاً عبر نادي الخابور الذي معظم لاعباته من قامشلو”.
وأحرزت أندية فرق عامودا بطولة دوري كرة الطائرة للسيدات، وتأهلهن لمصاف أندية الدرجة الأولى في الدوري السوري العام، وقد خاضت المرأة الرياضية عدة بطولات في الألعاب الفردية ونجحت في نيل مراتب متقدمة في لعبة التايكواندو والكاراتيه والطاولة وكان بينها المشاركات الخارجية بالنسبة للألعاب الفردية.
وبينت خلات شيخموس أن دعم الأهالي لمشاركة فتياتهم في ممارسة الرياضة طور قدراتهن على التصعيد والتفوق في هذا الجانب وأصبحن يمثلن المنطقة بالمشاركات الخارجية في معظم الألعاب الرياضية التي تمارس ضمن الاتحاد الرياضي، وذلك الانجاز لاقى تشجيعاً في الوسط الرياضي واقبالاً من الاهالي لحضور المباريات والأنشطة الرياضية الأخرى لمتابعة فتياتهم بكل حماس، ويقوم مكتب الألعاب النسوية بتنظيم رياضة المرأة من خلال إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية لمختلف الألعاب وبحضور محاضرين بالتدريب والتحكيم وبأعلى مستوى ومن الألعاب التي تمارس ضمن المكتب الأنثوي (كرة القدم- الكرة الطائرة- كرة السلة- التايكواندو- كرة الطاولة- الكاراتيه- الكيك بوكسينك- الدراجات الهوائية).
واختتمت خلات شيخموس (الرئاسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بالجزيرة)، قائلة :” نشهد اليوم تطور لافت للرياضة النسائية على مختلف الرياضات، وتم افتتاح مدارس كروية خاصة بالسيدات لتعليمهن على كرة القدم وانتشرت هذه اللعبة في عدة أندية رياضية، بالإضافة لممارسة رياضة الدراجات الهوائية مؤخراً بعد كسر حاجز الخوف من العادات والتقاليد النمطية الذي اعطت هذه الرياضة صدى كبير في الوسط الاعلامي المحلي والعالمي بعد تشكيل فريق منظم يمارس لعبة الدراجات للسيدات”.