تُعتبر الثقافة أولوية أساسية في كل منطقة، فهي الهوية واللغة وخاصة في شمال وشرق سوريا حيث يوجد تعدد في الثقافات التي تبنى على ثقافة العيش المشترك والمساوة بين جميع أطياف المكونات في المجتمع, وبدورها عززت هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المجال الثقافي، حيث نظمت الكثير من النشاطات الثقافية للحفاظ على الأرث الثقافي وحمايته من الزوال.
وحول الوضع الثقافي للمرأة أوضحت روناهي حسن(نائبة الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا)، قائلة :”مع بداية الثورة السورية وغياب سلطة الدولة وغياب عامل الاستقرار والأمن كانت الثقافة بشكل عام معرضة للانتهاكات والهجمات خاصة في شمال وشرق سوريا, وفي عام 2018 تشكلت هيئة الثقافية لشمال وشرق سوريا، وحملت على عاتقها مسؤولية حماية الأرث الثقافي المعنوي والمادي, وحاولت تبني ثقافة جميع المكونات، للمحافظة على ثقافة المنطقة بشكل عام, ونشر ثقافتهم على أوسع نطاق، من خلال تنظيم المعارض والفعاليات الثقافية، التي تقوم بها هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا مع كافة هيئاتها ولجانها في الإدارات الذاتية والمدنية”.
وتقول روناهي حسن :”تسعى هيئة الثقافة مع هيئاتها ولجانها الممثلة في الإدارات الذاتية والمدنية لدعم الأنشطة الثقافية عامةً، بهدف ترسيخ المجال الثقافي بشتى الوسائل, بالإضافة لتنظيم حملات توعوية ودورات لطلاب المدارس ودورات مابين المجتمع لحماية الأرث الثقافي من الاندثار والانصهار”.
وساهمت هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا بإنشاء مراكز ثقافية وفنية متنوعة، وإنشاء العديد من المكتبات الخاصة والعامة، وأهم الأعمال التي أشرفت عليها هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تأسيس مراكز ثقافية في كافة المناطق بشمال وشرق سوريا, وإقامة العديد من المعارض المنوعة كتصوير ورسم وكتاب، بالإضافة لإقامة عدة مهرجانات ثقافية وفنية، وطباعة الكتب والمجلات، وانتاج مجموعة من الأغاني الفلكلورية الخاصة بمكونات شمال وشرق سوريا.
وفي مجال الآثار أشرفت هيئة الثقافة على تم توثيق المئات من المواقع الأثرية في الجزيرة ومناطق حوض البليخ ووادي الفرات الأوسط، وإعداد تقارير كشفية بخصوص ذلك، وإقامة معارض صورية سلطت الضوء على أهمية الممتلكات الثقافية بهدف نشر التوعية الأثرية، وإعداد أفلام وثائقية تناولت تاريخ بعض المواقع الأثرية في الجزيرة عن كتل موازن وتل حلف، نشر العشرات من التقارير باللغتين العربية والإنكليزية التي تسلط الضوء على أعمال توثيق المواقع الأثرية.
ونوهت روناهي حسن بأن الخدمات التي كانت تقدم للمرأة في المجال الثقافي قبل أحداث 2011 أقل من الرجل, وبعد اندلاع ثورة روج آفا التي عُرفت بثورة المرأة، استطاعت المرأة اثبات نفسها والوصول إلى طموحاتها في الحياة, حيث أصبح للمرأة دور كبير في مشاركتها ضمن الإدارة الذاتية والهيئات واللجان، واستطاعت نشر ثقافتها في المجتمع، وكسر القيود والعادات والتقاليد البالية التي فرضها المجتمع على المرأة المثقفة بشكل خاص، ومنعها من ممارسة طموحاتها وهوايتها.
واختتمت روناهي حسن (نائبة الرئيسة لهيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) بالقول: “تساهم هيئة الثقافة بكافة هيئاتها ولجانها سنوياً بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية الخاصة بالمرأة، لتمكين المرأة المثقفة واثبات ذاتها من خلال مشاركتها في الفعاليات الثقافية الأدبية والمعارض والمهرجانات، وخلال الأشهر القادمة سيتم تنظيم فعاليات مختلفة خاصة بالمرأة، وسيتم إقامة عدة فعاليات ومهرجانات ومعارض، بالإضافة لإقامة ملتقى الفن التشكيلي الخاص بالمرأة”.







